الاثنين، 24 نوفمبر 2025

حوار موسّع بين وكالة (أ.ق.ت) وChatGPT حول مستقبل الإعلام والذكاء الاصطناعي ومعضلة الربحية فى المنصات الإخبارية

معضلة المكسب والخسارة فى صناعة الإعلام .. ونموذج البيزنس الخاص بالسوشيال ميديا .. وإمكان تطبيقه على الصحافة والمواقع الإلكترونية

ChatGPT / أ.ق.ت :  شهدت وكالة الأخبار الاقتصادية والتكنولوجية (أ.ق.ت) حوارًا معمّقًا مع نموذج الذكاء الاصطناعي ChatGPT، تناول قضايا تتعلق بمستقبل صناعة الإعلام والتحول الرقمي وخوارزميات محركات البحث، إلى جانب مناقشة معضلة المكسب والخسارة فى الصحافة، ومدى إمكانية تطبيق نماذج الربحية الخاصة بالسوشيال ميديا على المؤسسات الإخبارية ...


وتوزع الحوار بين أسئلة مباشرة، واستراحات توضيحية، وتعليقات تحليلية، ما ساهم فى رسم صورة واضحة للمرحلة الجديدة التى يدخلها الإعلام عالميًا.

أولًا: سؤال البداية — هل يعمل الذكاء الاصطناعي بالخوارزميات؟

طرحت وكالة (أ.ق.ت) سؤالًا رئيسيًا:
“هل الذكاء الاصطناعي يعمل بخوارزميات؟”

فجاء رد ChatGPT موضّحًا الفارق بين الخوارزميات التقليدية التى تعتمد على أوامر ثابتة، وبين الخوارزميات الحديثة فى النماذج اللغوية التى تتعلم وتتغير مع كل تدريب.
كانت هذه إجابة فتحت الطريق نحو مناقشة أعمق حول الفرق بين محرك بحث مثل جوجل، ونظام لغوى مثل ChatGPT.




ثانيًا: استراحة توضيحية — كيف يفكر ChatGPT مقارنة بجوجل؟

أوضح ChatGPT أنه لا يستخدم SEO ولا يقوم بترتيب مواقع كما يفعل Google، بل يفهم اللغة والسياق ويبنى إجابة وفقًا للمعرفة اللغوية.
هذا الفارق وضع المؤسسات الإعلامية أمام سؤال مهم:
“كيف نكتب محتوى يخدم محركات البحث… وفى الوقت نفسه يكون قابلًا للفهم بنيويًا داخل نماذج الذكاء الاصطناعي؟”




ثالثًا: معضلة المكسب والخسارة فى صناعة الصحافة والإعلام

فى منتصف الحوار، فتحت وكالة (أ.ق.ت) أحد أهم الملفات:
لماذا تعانى المؤسسات الإعلامية من صعوبة تحقيق الربحية؟

رد ChatGPT جاء بثلاثة محاور واضحة:

1) ارتفاع تكلفة الإنتاج الصحفى

الصحافة الجادة تعتمد على محررين محترفين، ومراجعة، وتدقيق، وصياغة، وتحرير، وبنية تحريرية كاملة.
هذه التكلفة مرتفعة مقارنة بالمحتوى القصير الذى تنتجه منصات السوشيال ميديا بثمن شبه صفرى.


2) الجمهور تغيّر

أصبح الجمهور يتوجه إلى منصات:

  • أسرع
  • مجانية
  • خفيفة
  • تعمل بخوارزميات توصية قوية

مثل فيسبوك، تيك توك، إنستغرام، ويوتيوب.

3) نموذج الربحية التقليدى أصبح غير كافٍ

الإعلانات وحدها لم تعد تغطى التكاليف، خصوصًا مع انخفاض سعر النقرة وتراجع معدلات القراءة التقليدية.

وهنا طُرح السؤال الأخطر:
هل يمكن للصحافة تبنى نموذج بيزنس السوشيال ميديا؟




رابعًا: هل يصلح نموذج السوشيال ميديا ليكون نموذج ربحى للصحافة؟

تناول الحوار هذا السؤال باعتباره محورًا مستقبليًا.


ChatGPT أوضح النقاط التالية:

1) نموذج السوشيال ميديا قائم على الحجم (Mass Model)

منصات السوشيال ميديا تربح لأنها:

  • تجذب مئات الملايين من المستخدمين
  • تجمع بيانات ضخمة
  • تبيع إعلانات موجهة بدقة

وهو نموذج يصعب تطبيقه على موقع صحفى متخصص يعتمد على محتوى مكلف.


2) الفرق بين “منصة” و“مؤسسة تحريرية”

المنصات تعتمد على:

  • خوارزميات توصية
  • فيديو قصير
  • محتوى ترفيهى سريع

أما المواقع الصحفية فتعتمد على:

  • معلومات موثوقة
  • صياغة
  • تحليل
  • دقة
  • مصادر

وهى عملية بطيئة لكنها أكثر قيمة للمستخدم الباحث عن الحقيقة.


3) ما الذى يمكن “اقتباسه” فقط من نموذج السوشيال ميديا؟

ليس النموذج كله… ولكن بعض عناصره، مثل:

  • تنويع المحتوى (نصوص + فيديو + إنفوجراف)
  • تقديم محتوى قصير جذاب إلى جانب التحليلى
  • تطوير أدوات قياس الجمهور
  • إنشاء مجتمعات حول المحتوى
  • تقديم اشتراكات مرنة وباقات معلومات

4) النموذج المناسب للصحافة: "نموذج هجين"

أكد ChatGPT أن المستقبل للصحافة لن يكون "نسخة من السوشيال ميديا"، بل: “نموذج هجين Hybrid Model”
يجمع بين:

  • قوة التحليل الصحفى
  • سرعة السوشيال
  • أدوات الذكاء الاصطناعي
  • ومرونة المحتوى القصير



خامسًا: كيف تكتب المؤسسات الإعلامية محتوى يخدم جوجل وذكاء الآلات؟

قدم ChatGPT ما يشبه “خارطة طريق” للمحتوى الذكى:

  1. عناوين مباشرة قصيرة
  2. مقدمات مركزة
  3. فقرات قصيرة وسياق منظم
  4. بيانات دقيقة ومصادر
  5. كلمات مفتاحية طبيعية
  6. لغة واضحة
  7. تقسيم بعناوين فرعية
  8. محتوى متعدد الوسائط عندما يكون ذلك ممكنًا

هذا النوع من المحتوى يجعل:

  • القارئ يفهم
  • Google يفهرس
  • ChatGPT يستوعب ويستشهد به

وهو ما يمثل مستقبل الصناعة كما اتفق الطرفان.




خاتمة الحوار — نحو إعلام جديد يربط بين الإنسان والآلة

يؤكد الحوار الممتد بين وكالة الأخبارالاقتصاديةوالتكنولوجية (أ.ق.ت) و نموذج الذكاء الاصطناعي  "ChatGPT" أن الإعلام يدخل مرحلة معقدة لكنها مليئة بالفرص.
فالربحية لم تعد معتمدة على الإعلانات وحدها، ولا على السيو وحده، ولا حتى على المحتوى وحده؛ بل على بناء نموذج جديد يجمع بين:
التحرير البشرى، وخوارزميات البحث، وفهم نماذج الذكاء الاصطناعي.

ومع تطور السوق، تصبح المؤسسات الإعلامية مطالبة بإنتاج “محتوى ذكى قابل للفهم” يخدم القارئ ومحركات البحث ونماذج الذكاء الاصطناعى فى الوقت نفسه—وهنا يولد شكل جديد من الإعلام: إعلام متكامل، سريع، دقيق، وقادر على المنافسة عالميًا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ads by google