القاهرة – أ.ق.ت - فادى لبيب : في خطوة تؤكد مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعات التكنولوجيا والخدمات الرقمية، استضافت القاهرة يومي 9 و10 نوفمبر 2025 فعاليات القمة العالمية لصناعة التعهيد (Global Outsourcing Summit)، بمشاركة أكثر من 50 شركة عالمية ورؤساء كبرى المؤسسات التكنولوجية ...
جاءت القمة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، وشهدت توقيع 55 اتفاقية استثمارية جديدة تستهدف خلق 75 ألف فرصة عمل خلال السنوات الثلاث المقبلة.
"ما تحقق في هذا القطاع هو ثمرة رؤية وطنية شاملة لبناء اقتصاد رقمي متكامل"،
— الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
ما هي صناعة التعهيد؟
صناعة التعهيد (Outsourcing) تقوم على إسناد الشركات لأعمالها أو خدماتها إلى أطراف خارجية متخصصة، سواء داخل الدولة أو خارجها، بهدف خفض التكاليف ورفع الكفاءة والتركيز على الأنشطة الأساسية.
وتشمل هذه الصناعة خدمات مثل مراكز الاتصال، دعم العملاء، تطوير البرمجيات، تحليل البيانات، الذكاء الاصطناعي، الخدمات المالية الرقمية وغيرها.
على الصعيد العالمي، أصبحت صناعة التعهيد إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الرقمي، إذ تبلغ قيمتها أكثر من تريليوني دولار سنويًا، بينما تسهم في خلق ملايين الوظائف عبر القارات.
لماذا تتقدم مصر في هذا المجال؟
تحتل مصر اليوم مكانة متميزة ضمن أفضل خمس وجهات عالمية في مجال التعهيد، بفضل مجموعة من العوامل الجوهرية:
- قوة بشرية شابة مؤهلة تتقن أكثر من 20 لغة أجنبية.
- تكاليف تشغيل تنافسية مقارنة بالأسواق التقليدية مثل الهند والفلبين.
- موقع جغرافي استراتيجي يربط بين أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
- بنية تحتية رقمية قوية تضم أكثر من 50 مركزًا تكنولوجيًا وشركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
- سياسات حكومية داعمة عبر مبادرات مثل مصر الرقمية ورواد تكنولوجيا المستقبل.
"مصر لم تعد مجرد وجهة لخدمات التعهيد، بل أصبحت مركزًا لتطوير الحلول التكنولوجية عالية القيمة"،
— مدير شركة عالمية مشاركة في القمة
الاستثمارات الأجنبية تتضاعف
شهدت الأعوام الأخيرة تضاعف الاستثمارات الأجنبية في مجال التعهيد بمصر، نتيجة الثقة الدولية في المناخ الاقتصادي واستقرار البنية التشريعية.
وتعمل شركات عالمية مثل IBM – Dell – Amazon – Teleperformance – Concentrix داخل السوق المصري، مع توسعها المستمر لتأسيس مراكز دعم إقليمي تخدم الأسواق الأوروبية والعربية والأفريقية من القاهرة.
وأكدت تقارير دولية أن مصر أصبحت من أسرع الأسواق نموًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال التعهيد وخدمات التكنولوجيا.
الكوادر الشبابية .. العمود الفقري للنهضة الرقمية
تُولي الدولة اهتمامًا خاصًا بتأهيل الشباب، إذ ارتفع عدد المتدربين في برامج وزارة الاتصالات من 5 آلاف إلى أكثر من 800 ألف متدرب سنويًا.
وتعمل المبادرات الحكومية على إعداد الكوادر التكنولوجية القادرة على المنافسة عالميًا في مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، وأمن المعلومات.
ويُعد هذا الاستثمار في العنصر البشري الركيزة الأساسية لنجاح مصر في صناعة التعهيد، إذ تمثل القوى العاملة الشابة أكثر من 60% من إجمالي العاملين في القطاع.
وتأتي القمة العالمية لصناعة التعهيد بمصر كرسالة واضحة للعالم أن القاهرة أصبحت وجهة رائدة في الخدمات الرقمية، تجمع بين الكفاءة، والموقع، والرؤية المستقبلية.
ومع التوسع في التدريب والتحول الرقمي، تتجه مصر بخطى ثابتة لتكون مركزًا عالميًا لصناعة التعهيد والتكنولوجيا في أفريقيا والشرق الأوسط، لتواصل مسارها نحو اقتصاد المعرفة وبناء مستقبل رقمي مستدام.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق