الأحد، 26 أكتوبر 2025

الذكاء الاصطناعي يقود ثورة وظائف المستقبل .. وهذه أبرز 10 تخصصات الأسرع نموًا حتى 2030


“تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 : صعود تخصصات جديدة تجمع بين التقنية، التحليل، والاستدامة

دافوس - أ.ق.ت - فادى  لبيب : يشهد العالم اليوم تحولاً جذرياً في خريطة التوظيف، مع تسارع تأثيرات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والتحول الأخضر على أسواق العمل العالمية، ووفقاً لتقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) ...

 

فإن السنوات الخمس المقبلة ستشهد إعادة تعريف شاملة لمفهوم الوظيفة والمهارة، حيث تتراجع وظائف تقليدية أمام صعود تخصصات جديدة تجمع بين التقنية، التحليل، والاستدامة .


ففي الوقت الذي تُحدث فيه الخوارزميات والروبوتات التوليدية نقلة نوعية في الإنتاج والإدارة، يؤكد التقرير أن أكثر من 170 مليون فرصة عمل جديدة ستنشأ بحلول عام 2030، في مقابل 92 مليون وظيفة مهددة بالزوال. وتتصدر مجالات مثل البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، التكنولوجيا المالية، والهندسة البيئية قائمة التخصصات الأسرع نمواً، ما يجعل الاستثمار في المهارات الرقمية والقدرات التحليلية ضرورة لا خياراً.


• أبرز النتائج الرسمية

من خلال بيان صحفي نشره المنتدى في 7 يناير 2025، تبرز النتائج التالية:

  • من المتوقع بحلول عام 2030: خلق نحو 170 مليون وظيفة جديدة عالمياً، مع إزاحة 92 مليون وظيفة حالية، ما ينتج صافي نمو ≈ 78 مليون وظيفة.
  • التحول الهيكلي في سوق العمل – بالتكنولوجيا، الاقتصاد، التحول الأخضر، الجيو-اقتصاد – يُقدَّر أن يؤثر على نحو 22 ٪ من إجمالي الوظائف الحالية خلال الفترة 2025-2030.
  • فجوة المهارات تُعدّ أكبر عقبة أمام تحول الأعمال: نحو 39 ٪ من المهارات المستخدمة اليوم ستتغير أو تصبح غير كافية بحلول عام 2030.
  • من بين التوجهات التحويلية الكبرى:
    • الوصول الرقمي والتوصيل الرقمي (Digital Access & Connectivity) → يعّدها 60 ٪ من أصحاب العمل بأنها ستغيّر أعمالهم بحلول 2030.
    • الذكاء الاصطناعي ومعالجة المعلومات: 86 ٪ من الشركات تتوقع تأثيرًا كبيرًا.
    • التحول الأخضر، الطاقة والتوزيع: 41 ٪ يرون أن هذه ستؤثّر بأعمالهم.
  • بالنسبة لاستراتيجيات القوى العاملة: 77 ٪ من الشركات تخطّط لتدريب/إعادة تدريب العاملين.
  • وفي المقابل، 41 ٪ تقريبًا من الشركات تشير إلى أنها تخطّط لتقليص عدد العاملين في بعض المهام نتيجة الأتمتة.

رابط التقرير الأصلي: Future of Jobs Report 2025 – WEF (PDF)


• ما الذي يعنيه هذا للعالم العربي – ولماذا أهميته كبيرة؟

  1. تغيّر سريع في طبيعة العمل: التخصصات التي تعتمد على مهام متكرّرة أو إدخال بيانات، أو مهام مكتبية بسيطة – معرضة بشدّة للانخفاض. التقرير يشير إلى أن وظائف مثل “أمن البيانات البسيطة”، “كتابة إدخال البيانات”، “أدوار الكاشير” من بين المعرضة للتراجع.
  2. الفرص الجديدة – التركيز على التقنية + التحليل + الاستدامة: كما أشرت في نصّك، التخصصات التي تجمع بين التقنية والتحليل وموضوعات مثل “الاقتصاد الرقمي” أو “التحول الأخضر” ستكون ذات طلب مرتفع. التقرير يدعم هذا: من بين أسرع المهارات نموًا: الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني.
  3. الحاجة إلى تدريب/إعادة تأهيل (Upskilling/Reskilling): العامل العربي أو الطالب العربي الذي يستعد لسوق العمل يحتاج أن يركّز ليس فقط على شهادة جامعية تقليدية، بل على مهارات قابلة للتطوير: التفكير التحليلي، التعاون، مهارات رقمية (data literacy)، مهارات بشرية مثل المرونة، الإبداع. التقرير يقول إن المهارات البشرية ستظل مهمة جدًا.
  4. عدم التوازن الإقليمي: بما أن كثير من الدول العربية قد تواجه ضعفًا في البُنى التحتية الرقمية أو التعليم التقني المتقدّم، فالتحدي مضاعف: كيف تستعد لتغيّرات تقنية سريعة في حين الإمكانيات أقل؟ لذا فإن السياسات الوطنية (حكومات، تعليم، مؤسسات) تحتاج أن تستبق هذا الواقع بدلاً من اللحاق به.
  5. أهمية التخصص المحلي/الإقليمي: ليس فقط الوظائف العالمية، بل الوظائف المرتبطة بالأسواق المحلية: التحول نحو الطاقة النظيفة، النمو في المدن الذكية، الزراعة الرقمية أو الزراعة المستدامة، البنى التحتية الذكية – جميعها توفر فرصًا في المنطقة العربية. التقرير يذكر أن التحول الأخضر والطاقة والتوزيع ستكون تأثيرات كبيرة.

• ما الذي لا يخبرنا به التقرير بدقة – وما يجب الانتباه إليه

  • التقرير يقدم معدلات عالمية/متوسطات عبر 55 دولة و22 قطاعاً. قد تختلف الأرقام كثيرًا حسب الدولة (مصر، الأردن، الجزائر، السعودية، الكويت…) حسب البنية التحتية، درجة الرقمنة، الاستثمار. فلذلك يجب تفسير الأرقام بحذر محليًّا.
  • الأرقام المذكورة (مثل “نمو 42 ٪ لمتخصصي البيانات الضخمة” أو “39 ٪ لمهندسي التكنولوجيا المالية”) قد تكون مستنبطة من تحليلات ثانوية (media & secondary analyses) وليست أرقامًا مباشرة من التقرير بنفس الصيغة. التقرير الرسمي يركّز على مهارات وتحولات أوسع ويقدّم تحليلاً أكبر من مجرد “قائمة وظائف ونسب نمو”. لذا لا يُفضل الاعتماد فقط على تلك النسب كحقائق مطلقة.
  • التقرير يشير إلى خلق وظائف جديدة، لكن ليس بالضرورة الوظائف التقليدية التي كانت موجودة — قد تكون وظائف “جديدة” أو وظائف مهجّنة (hybrid) أو وظائف ضمن قطاعات متحوّلة. لذا التوقع بأن “سأكون مُمثّل بيانات ضخمة بزيادة 42 ٪” يجب أن يُفهم ضمن سياق التحوّلات وليس ضمانًا مطلقًا.
  • التحدي الكبير ليس فقط في ظهور الوظائف، بل في من يستطيع الوصول إليها: هل التعليم محليّاً يسمح بتأهيل الكفاءات؟ هل هناك فرص فعليّة في السوق المحلي؟ هل السياسات تسير بسرعة؟ ما هي الفجوة الرقميّة؟ تلك عوامل مهمّة.
  • كذلك، أهمية المهارات “الإنسانية” (soft skills) والمهنية (مثل القدرة على التعلّم السريع، التكيّف، التعاون الدولي) غالباً ما تُقلّل في المناقشات الإعلامية، لكن التقرير يوضح أنها ستكون محورية.

• موقف الخبراء وتعليقاتهم

  • وفق تحليل من موقع BusinessToday: “39 ٪ من المهارات قائمة اليوم ستصبح غير مناسبة بحلول 2030” – تحذير بأن التأقلم أمر ملحّ.
  • من تحليل Coursera: “التقرير يظهر أن نصف الشركات تخطّط لإعادة توجيه أعمالها استجابة للذكاء الاصطناعي” وأن “الوقت الآن للشركات والحكومات للتعاون والاستثمار في المهارات وبناء قوى عاملة عادلة ومرنة”.
  • الخبير Till Leopold (رئيس قسم العمل والأجور وإيجاد الوظائف في WEF) قال:

    "الاتجاهات مثل الذكاء التوليدي (Generative AI) والتحولات السريعة في التكنولوجيا تُغيّر الصناعات وأسواق العمل، وتُوفّر فرصًا غير مسبوقة لكن أيضًا مخاطر عميقة."

  • بعض الأكاديميين يشيرون إلى أن الأبحاث تُظهر أن الذكاء الاصطناعي لا يحلّ بالضرورة محلّ كل العمل البشري، بل غالبًا ما يكمل العمل البشري ويزيد الطلب على مهارات بشرية مكملة.

• ماذا تعني “قائمة الوظائف الأسرع نموًا” – وما الرسالة للمختصّين والطلاب؟

على الرغم من أن التقرير لا يعطي – في الملخّص الصحفي – قائمة كاملة مفصلة لكل وظيفة مع رقم نمو محدد لكل بلد، إلا أن بعض المصادر الإعلامية تحلّل وتقدّم تسلسلات تقريبية. أمثلة (بحسب تحليل إعلامي متداول): “اختصاصيو البيانات الضخمة – نمو ~42 ٪”، “مهندسو التكنولوجيا المالية – نمو ~39 ٪”، “اختصاصيو الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة – ~38 ٪” وهكذا (كما ورد في نصّك). أمّا التقرير الرسمي فيركز أكثر على الاتجاه وليس على النسب الدقيقة.

الرسالة للمختصّ/الطالب:

  • ركّز على التخصّصات التي تجمع بين: تقنية (AI، بيانات ضخمة، الأمن السيبراني)، تحليل (إحصاء، تحليل بيانات، تعلم آلي)، وقطاعات التحول الأخضر/الاقتصاد الرقمي.
  • لا تغفل عن المهارات “الإنسانية” والمهنية: القدرة على التعلّم السريع، التكيّف، التفكير النقدي والإبداع، التعاون متعدد التخصصات.
  • لا تعتبر التخصص الجامعي وحده كافياً؛ فالتعلّم المستمر، الكورسات المتقدّمة، الشهادات الصغرى (micro-credentials)، والمشاريع التطبيقية ستصبح مفتاحًا.
  • تابع خصيصًا ما يحدث في بلدك/إقليمك: أي الشركات تستثمر في الذكاء الاصطناعي؟ ما هي السياسات الحكومية؟ هل هناك حوافز للتكنولوجيا أو للتحوّل الأخضر؟
  • تحلّ للعاملين أو طلاب التعليم: استبِق التحوّل – لا تكرّر ما كان، بل جهّز نفسك للوظائف التي ستظهر.

• توصيات عملية موجزة للمستخدم العربي

  • شارك في دورات قصيرة عالمية (Coursera, edX, Udacity…) في: تحليل البيانات، تعلم الآلة، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني.
  • احسب “مزيج المهارات” لديك: تقنية + تحليل + مهارات بشرية. هل لديك الجانب “البشري” (مهارات التواصل، القيادة، التكيّف)؟
  • ابحث في السوق المحلي/الإقليمي: ما هي فرص التكنولوجيا المالية (FinTech) في بلدك؟ ما هي المشروعات في الطاقة المتجدّدة؟ المدن الذكية؟
  • إذا كنت طالبًا أو خريجًا: فكّر في “مشروع جانبي” أو “عمل تطوّعي تقني” لبناء خبرة عملية بدلاً من الانتظار لوظيفة فقط.
  • احتفظ بميزة لغوية/منطقة جغرافية: امتلاك مهارات لغات أو قدرة على العمل عن بُعد مع شركات دولية يمكن أن يكون ميزة في العصر الرقمي.
  • تقيّم نفسك بانتظام: ما المهارات التي لديك؟ ما المهارات التي ستصبح مطلوبة؟ جاهز للتبدّل؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ads by google