الأحد، 18 مايو 2025

صفقات الذكاء الاصطناعي بين " ترامب " ودول الخليج .. تثير المخاوف ضد الصين


مخاوف بشأن تسرب التكنولوجيا الأمريكية للحزب الشيوعى الصينى

" ألتمان " يصف منتقدي صفقات الذكاء الاصطناعي بأنهم "ساذجون"

القاهرة - أ.ق.ت - فادى لبيب : أبرم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقات ضخمة مع دول الخليج تتعلق بتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل رقائق نيفيديا، إلى الإمارات والسعودية، هذه الصفقات، التي تشمل بيع مئات الآلاف من الرقائق سنويًا، تأتي في إطار مساعي "ترامب" لتعزيز التعاون التكنولوجي مع هذه الدول، لكنها أثارت موجة من الانتقادات على الصعيدين الأمني والاستراتيجي. ..


من بين الصفقات التي أُعلن عنها خلال جولة ترامب، شراكة بين شركات صناعة الرقائق الإلكترونية، إنفيديا، وإيه إم دي، وهيومين، وهي شركة سعودية جديدة للذكاء الاصطناعي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف جلب الرقائق والأجهزة إلى المملكة بمليارات الدولارات. كما أعلنت أمازون ويب سيرفيسز عن خطة بقيمة 5 مليارات دولار لبناء "منطقة للذكاء الاصطناعي" في المملكة العربية السعودية. وأعلنت الإمارات العربية المتحدة عن مجمع جديد للذكاء الاصطناعي.



تُكثّف شركة 
OpenAI استثماراتها في الشرق الأوسط أيضًا. حيث أعلنت الشركة هذا الأسبوع عن خططها لإنشاء مركز بيانات جديد في الإمارات العربية المتحدة. قد يصبح هذا المركز من أكبر مراكز البيانات في العالم، وهو مؤشر آخر على أن قطاع التكنولوجيا يتطلع إلى المنطقة كمركز جديد للذكاء الاصطناعي . ولكن في واشنطن، أثارت هذه الصفقات انتقادات من كلا الحزبين، الذين يخشون أن تقع التكنولوجيا الناشئة في الأيدي الخطأ.

 

مع تزايد الاستثمارات الخليجية في قطاع الذكاء الاصطناعي، تبرز تساؤلات أمريكية حول كيفية تأثير هذه الصفقات على التوازن التكنولوجي العالمي.

 

ففي الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج إلى تعزيز قدراتها التكنولوجية، قد تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تحديات في الحفاظ على ريادتها في هذا المجال.


معرضى ومؤيدى الصفقات

وأحد أبرز المنتقدين لهذه الصفقات هو جيم سيكريتو، المسؤول السابق في إدارة بايدن، الذي حذر من أن تصدير هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى دول مثل الإمارات والسعودية قد يقوض الأمن القومي الأمريكي، وأشار إلى أن هذه الدول تمتلك رأس مال ضخم وموارد طبيعية، مما يتيح لها بناء مراكز بيانات ضخمة باستخدام التكنولوجيا الأمريكية، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على بنية تحتية حيوية. وأضاف "سيكريتو" أن هذه الخطوة قد تحرم الولايات المتحدة من فرص تعزيز بيئاتها التكنولوجية المحلية وخلق فرص عمل جديدة.


بينما دافع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI ، عن هذه الصفقات، واصفًا منتقديها بـ" السذج"، وأكد أن هذه الاتفاقيات تعزز التوازن التكنولوجي لصالح الولايات المتحدة في مواجهة الصين. وأشار إلى أن الشركات الأمريكية الكبرى مثل نيفيديا وأمازون ويب سيرفيسز تستفيد من هذه الصفقات، مما يُعزز موقعها في السوق العالمية. وبحسب بيزنس إنسايدر ، فقد دعم سام ألتمان، هذه الصفقات التكنولوجية، مؤكداً فى رده على ديفيد ساكس، قيصر الذكاء الاصطناعي في إدارة ترامب والمدير التنفيذي السابق لشركة باي بال: "أن هذه الصفقات شيئًا ذكيًا للغاية من إدارة ترامب لكنه يأسف لإنتقاد الناس السذج ". 

وفي منشور له على موقع X، قال ساكس إنه "حائر حقًا" بشأن كيف يمكن لأي شخص أن يرى صفقات الذكاء الاصطناعي التي أبرمها ترامب في الخليج على أنها أي شيء إلا "مفيدة للغاية للولايات المتحدة".

 

التحديات المستقبلية 

وفي كلمة ألقاها السيناتور الديمقراطي تشاك شومرفي مجلس الشيوخ ، قال فيها : إن صفقة الرقائق "خطيرة لأننا لا نملك وضوحًا بشأن الكيفية التي سيمنع بها السعوديون والإماراتيون الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية والمؤسسة الصناعية الصينية من وضع أيديهم على هذه الرقائق".


وفي الوقت نفسه، قالت لجنة مجلس النواب التي يقودها الجمهوريون بشأن الحزب الشيوعي الصيني في منشور على موقع X إن :" التقارير عن صفقات الرقائق الأمريكية الجديدة مع دول الخليج - دون وجود قاعدة جديدة للرقائق - تشكل نقطة ضعف يُمكن للحزب الشيوعي الصيني استغلالها ".


أخبار ذات صلة : 

@ تعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة

 

هذا وقد اشتدت المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة. شددت الولايات المتحدة ضوابط تصدير الرقائق المتقدمة وأدوات التصنيع للحد من تقدم الصين، مع تعزيز الإنتاج المحلي. في الوقت نفسه، سرّعت الصين استثماراتها في شركات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وسعت إلى إيجاد موردين خارج الولايات المتحدة.


كما أن العلاقات المتشابكة بين هذه الدول والصين قد تثير مخاوف بشأن تسرب التكنولوجيا الأمريكية إلى أطراف غير موثوقة.


الخلاصة 

بينما يرى البعض أن هذه الصفقات تمثل فرصة لتعزيز التعاون التكنولوجي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، يرى آخرون أنها قد تحمل مخاطر على الأمن القومي الأمريكي. يبقى السؤال : هل ستتمكن الولايات المتحدة من تحقيق توازن بين تعزيز التعاون الاقتصادي والحفاظ على أمنها التكنولوجي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق