يرى الدكتور محمد حجازى استشاري تشريعات التحول الرقمى والابتكار والملكة الفكرية، أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل تحدياً جوهرياً للمهن الإبداعية، مثل التأليف الموسيقي والكتابة والغناء ...
إذ أصبح استخدام الاعمال الأدبية والفنية في تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإعادة استنساخها وإعادة إنتاجها بأسلوب مختلف تتيح لها الانتشار، دون الرجوع إلى أصحاب الحقوق الأصليين .وعلى المستوى العربي، شهدنا مؤخراً استخدام الذكاء الاصطناعي لاستحضار أصوات فنانين راحلين، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وهو ما أثار غضب الورثة ودفعهم إلى التهديد باتخاذ إجراءات قانونية، كما حدث مع الملحن عمرو مصطفى، الذي استخدم صوت أم كلثوم دون موافقة قانونية، مستنداً إلى أن العمل تم بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إن هذه الحوادث تكشف أهمية معرفة الجوانب القانونية المختلفة سواء المتعلقة بالملكية الفكرية، أو حماية الخصوصية والبيانات الشخصية، وكذا الجوانب المتعلقة باخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
من وجهة نظري، هناك ضرورة ملحة لتوعية المبدعين والشركات المنتجة وتطوير إطار تشريعي مرن يتواكب الواقع الرقمي الجديد بما يضمن التوازن بين حقوق المبدعين والفنانين من التعدي الرقمي، وكذا في حقوق الشركات المنتجة والمطورة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتبني نموذج تعاون ذكي، يضمن توزيع عوائد الاستخدام بين المبدع البشري والتقنية المستخدمة.
نحن بحاجة إلى رؤية استراتيجية متكاملة لحماية الإبداع، تعترف بالذكاء الاصطناعي كأداة، وتضع قواعد عادلة لاستخدامه دون أن نغفل حقوق الإنسان وراء الفكرة والإبداع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق