الأحد، 2 أغسطس 2020

لماذا الضجة الكبرى حول تطبيق " تيك توك / TikTok "


أ.ق.ت – فادى لبيب : قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء مغادرته البيت الأبيض فى طريقه إلى فلوريدا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع : ربما نحظر تطبيق " تيك توك " وربما نقوم ببعض الأشياء الأخرى ...

ويبدو أن "الخيارات" التي تدرسها حكومة الولايات المتحدة تنحصر إما في الحظر التام على TikTok أو يتم الإستحواز على التطبيق من قبل شركة أمريكية ، وتسألت صحيفة " The Australian " التى تتسم بـ "المتحفظة" عند هذا الموقف الأمريكى  النقطة ، وقالت :  لماذا تضع إدارة ترامب اليد الثقيلة على شركة وسائط اجتماعية صغيرة واهية وغير مهمة ؟


كانت "لجنة الأمن الداخلي" بمجلس الشيوخ الأمريكي قد وافقت بالإجماع على مقترح بحظر استخدام تطبيق TikTok للفيديوهات القصيرة ، على الأجهزة الحكومية والموظفين الفيدراليين والضباط و المشرعين والمقاولين من تنزيل أو استخدام TikTok وجميع التطبيقات الأخرى التي طورتها الشركة الأم ByteDance ومقرها بكين على أي جهاز صادر عن حكومة الولايات المتحدة أو مؤسسة حكومية .. هذا وقد أحدث " تيك توك " ضجة كبيرة للمستخدم حول العالم ، بما في ذلك بين المراهقين والشباب في الولايات المتحدة .. فقد انزعجت الولايات المتحدة من قانون صيني صدر عام 2017 والذي قال إن الشركات الصينية مُلزمة بالدعم والتعاون في عمل المخابرات الوطنية في البلاد.


من جانبها قالت الشركة إن حوالي 60 في المائة من مستخدميها النشطين شهريًا البالغ عددهم 26.5 مليون في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 16 و 24 عامًا.


وأشار وزير الخارجية "مايك بومبيو" إن الولايات المتحدة لديها مخاوف مزعومة من أن التطبيق قد شارك بيانات المستخدم مع الحكومة الصينية في بكين ، وأن الولايات المتحدة تدرس فرض حظر على TikTok والتطبيقات الصينية الأخرى ، وتثني على Google و Facebook و Twitter ، وقال : ينبغي على الناس استخدام تيك توك .. "فقط إذا كنت تريد معلوماتك الخاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني" .. هذا وقد تحركت الإدارة الأمريكية لمنع الوكالات الحكومية من شراء الأجهزة أو الأنظمة من الشركات الصينية بما في ذلك Huawei Technologies و ZTE.


من ناحية أخرى نفت Bytedance الإتهامات بأن TikTok تقوم بجمع البيانات للحكومة الصينية وتقول إنها تخزن بيانات الأمريكيين في الولايات المتحدة وسنغافورة ، وليس في الصين .. ورداً على تقدم مشروع قانون مجلس الشيوخ ، قال متحدث باسم TikTok  لصحيفة " South China Morning Post" التى تملكها مجموعة "على بابا" إن "ملايين العائلات الأمريكية تستخدم TikTok للترفيه والتعبير الإبداعي فقط ، وأن الشركة " ليس لديها أولوية غير من تعزيز تجربة تطبيق آمن يحمي خصوصية مستخدمينا ".


من ناحية أخرى أعلنت TikTok مؤخراص إنها تخطط لتوظيف 10000 موظف في الولايات المتحدة على مدى السنوات الثلاث المقبلة ، على الرغم من الحظر المحتمل للتطبيق ، فمع ارتفاع شعبية تيك توك ارتفع عدد موظفيها بدوام كامل في الولايات المتحدة ، وقال متحدث باسم الشركة الصينية لشبكة  CNBC: " في عام 2020  زاد TikTok من عدد الموظفين العاملين في الولايات المتحدة ثلاث مرات ، ونخطط لإضافة 10000 وظيفة أخرى هنا خلال السنوات الثلاث المقبلة" ، وأن هذه الوظائف ذات الأجر الجيد ستساعدنا على مواصلة بناء تجربة ممتعة وآمنة مع حماية خصوصية مجتمعنا " .. وقال " ماثيو برينان " محلل وسائل التواصل الاجتماعي أن (ByteDance) التزموا بـ 100.000 موظف عالمي قبل عدة أشهر ، لذا يتماشى مع ما كانوا يقولون بالفعل".


هذا وتذكر شبكة  CNBCأن الولايات المتحدة تشدد على شركات التكنولوجيا الصينية كما لم يحدث من قبل مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين ، وتقول الولايات المتحدة إن الحكومة الشيوعية للرئيس شي جين بينغ يمكنها استخدام الأجهزة والبرامج التي طورتها شركات التكنولوجيا الصينية لأغراض التجسس ، فكانت شركة Huawei الهدف رقم واحد حتى الآن بحسب "سى إن بى سى" ، حيث منعت إدارة ترامب أجهزة Huawei للإتصالات من الشبكات الأمريكية وفرضت عقوبات صارمة على الشركة التي تهدد بإلحاق الضرر بأعمالها في دول أخرى أيضًا .


 ما هو  TikTok ؟

TikTok هو تطبيق مجاني ذو مدة لقصيرة ويشبه إلى حد ما YouTube ، فيمكن للمستخدمين نشر مقاطع فيديو تصل مدتها إلى دقيقة واحدة والإختيار من قاعدة بيانات ضخمة من الأغاني والفلاتر ، كما يتم عرض مقاطع الكوميديا ​​وعروض الأفلام للمستخدمين لمزامنة الشفاه .. بمجرد حصول المستخدم على أكثر من 1000 متابع ، يمكنه أيضًا البث المباشر لمشجعيه وقبول الهدايا الرقمية التي يمكن استبدالها بالمال  .. يعرض التطبيق مقاطع الفيديو من قبل الأشخاص الذين يتابعهم المستخدم ، وبشكل أكثر بروزًا ، المحتوى الذي يختاره التطبيق بناءً على ما شاهدوه من قبل .

البداية :

ظهر التطبيق منذ أوائل عام 2019 ، ويعود الفضل في عمليات الإغلاق نتيجة فيروس "كورونا " إلى زيادة الاهتمام أكثر به ، ما دفع Tiktok وتطبيقه الشقيق Douyin إلى ما يقدر بنحو ملياري تنزيل في جميع أنحاء العالم ، مع حوالي 800 مليون مستخدم نشط ، وكان التطبيق فى البداية تطبيقًا أمريكيًا يسمى Musical.ly ، تم إطلاقه عام 2014 وفي 2016  أطلقت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة Bytedance خدمة مماثلة في الصين تسمى Douyin ، حيث حاولت الشركة الصينية إبعاد تطبيقها عن ملكيتها الصينية ، وعينت الرئيس التنفيذي السابق لشركة "ديزني" وهو كيفن ماير رئيسًا تنفيذيًا لشركة "تيك توك" ، ثم توسعت عالميًا تحت اسم مختلف وهو  TikTok.


ومنذ 2018  وقد أصبح تيك توك متاحًا بأثر من 150 دولة، ويستتخدم 75 لغة ، تم تحميله من 104 مليون مرة على متجر Apple خلال النصف الأول من عام 2018 ، وفقًا للبيانات المقدمة لـ  CNBC بواسطة Sensor Tower - وهي منصة تحليلات للتطبيقات مقرها سان فرانسيسكو - لقد تجاوزت Facebook و YouTube و Instagram لتصبح أكثر تطبيقات iOS تحميلاً في العالم لتلك الفترة الزمنية.


ومع ذلك ، كما هو الحال مع Huawei ، يبدو أن الحجج ضد TikTok تستند إلى الاحتمال النظري – بحسب سى إن إن - لإجبار الحكومة الصينية ByteDance بموجب القوانين المحلية على تسليم البيانات عن المستخدمين الأجانب.


الهند تدخل على الخط : 

من ناحية أخرى أعلنت الحكومة الهندية حظر 59 تطبيقًا طورتها شركات صينية منها تطبيق TikTok ، الذى تعتبر الهند أكبر سوق لها ، بالإضافة لتطبيقات المجتمع ومكالمات الفيديو من Xiaomi ، والتى تُعد أكبر بائع للهواتف الذكية في الهند حيث تملك متصفح UC ، UC News ، Shareit ، CM Browser ، Club Factory (ثالث أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الهند ) .


وقالت الحكومة الهندية في بيان لها نقلته " Businesspos " : إن التطبيقات محظورة " في ضوء المعلومات المتاحة التي تشارك فيها في أنشطة تضر بسيادة دولة الهند وأمنها والنظام العام" ، وأضافت : لقد " تلقى فريق الإستجابة للطوارئ الحاسوبية (CERT-IN) العديد من الإقرارات من المواطنين فيما يتعلق بأمن البيانات وخرق الخصوصية التي تؤثر على قضايا النظام العام" ، وذكرت الحكومة الهندية إنها تلقت "العديد من الشكاوى من مصادر مختلفة بما في ذلك العديد من التقارير حول إساءة استخدام بعض تطبيقات الجوال المتاحة على منصات Android و iOS لسرقة بيانات المستخدمين ونقلها خلسة بطريقة غير مصرح بها إلى خوادم لها مواقع خارج الهند".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق