أ.ق.ت - بروفيل - فادى لبيب : ”جاك ما" الصينى الجنسية ، هو صاحب أشهر موقع للتجارة
الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية وهو موقع"على بابا"، فـ "جاك ما
" تردد أسمه كثيراً ضمن أغنى أغنياء العالم فى قوائم "فوربس" ، هذه
الشخصية أصبحت شديدة الإلهام سواء للطامحين إلى خوض مجال الأعمال ، أو لمن لديهم
رؤية لتأسيس خدمات تجارية على شبكة الإنترنت والنجاح فيه ، خاصة بالنسبة لـ
"رواد الأعمال" الجُدد .
تعرض صاحب موقع "على بابا" للكثير من الإخفاقات والمعوقات
منذ صغره ، فقد نشأه فى إحدى المجتمعات الفقيرة بالصين الشعبية ...
والتى كانت تتبع النظام الاقتصادى الشيوعى ، وبالتحديد في مدينة "هانغتشو" فى أكتوبر من عام 1964 ، فبعد زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وقتها( للبلدة التى وُلدبها ) عام 1972 والتى أصبحت فيما بعد بلدة سياحة من الطراز الأول ، وتدرجت حياته من خلال أمتهانه العديد من الأعمال منها الترجمة بفضل قربه فى صغره من النشاط السياحى الملحوظ هناك ، إلى أن بدأ رحلته مع عالم "الكمبيوتر والإنترنت" ليصل إلى أغنى شخصية في الصين، والـ34 بين أغنى
أغنياء العالم بثروة بلغت 22.2 مليار دولار .. فعلى الرغم من فشله في أول مشروعيه
إلا أنه بعد أربع سنوات قام بجمع 17 من أصدقائه في شقته وأقنعهم بالإستثمار في
مشروعه القادم الذي أطلق عليه "علي بابا" والذي يمثل سوقاً على الإنترنت
بحيث يمكن نشر قوائم المنتجات التي يمكن للعملاء شرائها مباشرة .. فوافق الجميع
على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أميركي لإطلاق موقع "علي بابا"، ويقول "جاك"
أنه اختار هذا الأسم لأنه أسم سهل وعالمي فجميع الأجناس سمعت بقصة علي بابا
واللصوص الأربعين" وعبارة "أفتح يا سمسم" التي تفتح الأبواب إلى
الكنوز المخبأة يريد أن تكون عناوناً وصفة لموقعه الوليد وقتذاك .. ومع مرور الوقت
طرحت أسهم الشركة للإكتتاب العام في بورصة
"وول ستريت"، وأعتبرت وقتذاك أكبر عملية طرح أولى للأسهم على الإطلاق،
حيث شهد سهم الشركة الصينية الذي طُرح عند 68 دولار إقبالاً هائلاً ليتجاوز حاجز
الـ 99 دولار أمريكي، ويجعل قيمة الشركة تصل إلى 230 مليار دولار وتصبح واحدة من
كبرى الشركات
والتى كانت تتبع النظام الاقتصادى الشيوعى ، وبالتحديد في مدينة "هانغتشو" فى أكتوبر من عام 1964 ، فبعد زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون وقتها( للبلدة التى وُلدبها ) عام 1972 والتى أصبحت فيما بعد بلدة سياحة من الطراز الأول ، وتدرجت حياته من خلال أمتهانه العديد من الأعمال منها الترجمة بفضل قربه فى صغره من النشاط السياحى الملحوظ هناك ، إلى أن بدأ رحلته مع عالم "الكمبيوتر والإنترنت" ليصل إلى أغنى شخصية في الصين، والـ34 بين أغنى
جاك ما فى طفولته |
المدرجة
في بورصة نيويورك متفوقة على شركات بحجم شركات عالمية مثل : إنتل، فيس بوك، آي بي
أم، سامسونج، أمازون ، وكوكاكولا .. وغيرها من الشركات ذات العلامات التجارية
الشهيرة .. يقول رجل الأعمال الوليد فى الصين وجدنا أنفسنا فى "على بابا
" عام 2002 أننا نملك سيولة نقدية تكفينا لـ 18 شهراً فقط ، كما وجدنا أن
هناك عدد كبير من الناس تستخدم الموقع بشكل مجاني ولم نعرف كيف يمكننا أن نحصل
علىا لنقود لذلك قمنا بتطوير منتج للمصدرين الصينيين لكي يجدوا أسواقهم المنشودة
في أمريكا وغيرها من دول العالم عبر شبكة الإنترنت، وفي أكتوبر .
من عام 2003 أطلق مؤسس "علي بابا"
الموقع الإلكتروني التجارى "Taobao" وذلك ليُنافس
الموقع الشهير فى عالم الدفع الإلكترونى "ebay" ، حيث قدر
استحواز "Taobao" من سوق التجارة السوق أون لاين بنحو 70% فى الصين .
وذكر موقع الـ "بى بى سى" أنه يُنظر إلى "جاك ما"
على أنه رائد صناعي يتحكم في أكثر من 80 في المئة من سوق التجارة الإلكترونية
الهام في الصين ، حيث كان "ما" قد أحتل في وقت سابق المركز الأول على
قائمة الأغنياء في الصين، وفقاً لترتيب مجلة "هورون"، ومقرها الصين،
التي قدرت ثروته بأكثر من 25 مليار دولار .. ومن العروف أنه في عام 2005 استثمرت
شركة "ياهو" مايقرب 1 مليار دولار في موقع "علي بابا" وذلك
مقابل 40% من حصة الشركة ، حيث كان هذا المبلغ ضخماً حينها ، ويعتبر "يوم
العزاب" فى الصين الذي يصادف يوم 11 نوفمبر هو أكبر يوم لمبيعات التجزئة على
الإنترنت في العالم حيث تنشط عمليات التسوق من خلال مواقع التجارة الإلكترونية ،
لدرجة أنه فى سنة من السنوات بلغت مبيعات "على بابا" في الساعات العشر
الأولى 8 مليارات دولار ، وفى عام اخر بلغت مبيعات الشركة نحو 5.8 مليار دولار،
وشحنت أكثر من 150 مليون طرد ، ويمكن مقارنة هذا اليوم فى الصين بيوم "سايبر
مونداي" في الولايات المتحدة .
لكن تنحّى “جاك ما” عن منصبه كمدير تنفيذي لمجموعة علي بابا في بداية
عام 2013 للتركيز بشكل أكبر على قضايا البيئة والتعليم في الصين، فرغم أنه مايزال
أحد أكبر مساهميها قرر الإهتمام بشكل خاص في مكافحة التلوّث المنتشر بشكل كبير في
الصين ، وفي حديثه لصحيفة "فاينانشال تايمز" قال: “خلال السنوات العشرين
المقبلة سنواجه الكثير من المشاكل الصحية المتعلقة بسلامة الماء والهواء، لذا
سأستمثر الكثير من وقتي وأموالي لمعالجة هذه القضايا في هنا .. وكتب "جاك
ما" في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو في نوفمبر عام 2013، أنه "قبل عشرين
عاما، كان الصينيون يركزون على سد حاجياتهم الأساسية ، ولكن في يومنا هذا لقد
تحسنت ظروف المعيشة بشكل كبير وأصبح للأشخاص أحلاما أكبر لبناء المستقبل، ولكن هذه
الأحلام ستكون جوفاء إذا لم نتمكن من رؤية الشمس .. تحدث جاك ما في أكثر من مناسبة
قائلاً : إن رأي المستثمرين يُعد في المرتبة الأخيرة من بالنسبة له ، وأن
المستثمرين قد فروا بأموالهم عندما مر موقع "علي بابا" بأزمة بينما أظهر
الزبائن والموظفين الولاء الكامل للفكرة مؤداً أكثر من مرة أنه يضع رأي العملاء في
المقام الأول بعدهم رأي الموظفين وفي المرتبة الثالثة يأتي رأي المستثمرين ، فهو واضح جدًا في هذه النقطة فالشئ الوحيد
الذي سيحفظ للمستثمرين أموالهم هو تقديم على بابا خدمة دائمة للعملاء لذلك يأتي
رأي العملاء في المقام الأول ،بينما الموظفين في المقام الثاني حيث أنهم أكثر من
يحتك بالسوق والعملاء وهم أكثر من يعرف ما يرضيهم وما يجعل الموقع أكثر ربحا
فالشركة التي لا تملك موظفين راضين عنها لن تستطيع أن تملك عملاء بالرضا المطلوب ..
إن "جاك ما" أصبح فى عالم اليوم هو شخصاً مُلهِماً للكثير من الشباب
سواء فى الصين أو حول العالم، إذ يستمع يحرص طلاب الجامعات ااحضور فى
محاضراته بكل
اهتمام وشغف، ففي الإجتماع السنوي للمساهمين في مايو 2009، الذى حرص على حضوره
المساهمون والعملاء وطلاب من جامعات هونغ كونغ، حيث نصحهم "جاك" بالأخذ
بزمام الأمور بأيديهم والتحرك لإطلاق مشاريعهم الخاصة بغية التعامل مع الإنكماش
الاقتصادي بدلاً من انتظار الوظائف الحكومية أو الخاصة ، و يكرر دائماً صاحب أكبر
موقع عالمى للتجارة الإلكترونية لموظفيه فى كل مناسبة على أهمية أن يستغلوا
ثرواتهم في مساعدة الآخرين وجعل الحياة لهم أبسط مما هي عليه الآن .
كان والد ووالدة "جاك ما"
فنانين يؤديان أغاني تقليدية تعرف باسم "البينغ تان"، وهي نوع من
السرد القصصي الملحَّن، وعندما بلغ سن الـ 12 بدأ يهتم باللغة الانجليزية فتعلمها
بنفسه، وكان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يومياً وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق
بالقرب من بحيرة هانغتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني
وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية .. وعُرف
عن صاحب "علي بابا" يعشقه لقراءة روايات الدفاع عن النفس والكونغ فو وقد
أثرت على إستراتيجيته في بناء شركته بشكل كبير كما أنها ساعدته في تكوين شخصيته
ومبادؤه ، وكان "ما" يتمنى أن يُولد في عصر الحرب حتى يستطيع أن يكون
قائداً للجنود .. من ناحية أخرى أبقى "جاك ما" عائلته بعيدة عن الأضواء
إلى حد كبير، وقد قام بالزواج من "تشانغ بينغ" وهى إحدى المدرسات اللاتى
إلتقين بهن أثناء عمله كمدرساً أى
"زميلة العمل والكفاح" بعد أن تخرج في أوئل الثمانينات ولديه إبنة وابن
خريج جامعة كاليفورنيا .
فى عام 2015 أعلنت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) الصادرة في هونغ
كونغ أن مجموعة "علي بابا" الصينية ستشتري الصحيفة لقاء مبلغ 265,8
مليون دولار أمريكي ، وكانت الصحيفة قد اُسست عام 1903، حيث تُعد من مصادر الأخبار
الهامة فى هونغ كونغ والصين النسبة للأجانب .. وجاء في التصريح أن "علي بابا
وافقت على شراء الفرع الإعلامي الخاص مجموعة "SCMP" بمبلغ 265,8
مليون دولار أمريكي نقداً .. وتتزامنت عملية الإستحواذ لصالح "على بابا"
مع تزايد القلق في هونغ كونغ على حرية الصحافة، إذ تزايدت في الآونة الاخيرة
الهجمات التي تستهدف الصحفيين، والتقارير التي تتحدث عن ضغوط تمارس عليهم من قبل
السلطات مما دفع بالكثير من الصحفيين الى ممارسة الرقابة الذاتية على عملهم.
وكان إمبراطور الإعلام " روبرت مردوخ " قد اشترى الصحيفة
عام 1987 ، وفي عام 1993، اشترت شركة "كيري ميديا" التي يملكها
الملياردير الماليزي روبرت كوك حصة مسيطرة في الصحيفة مما جعلها تميل نحو تبني
مواقف الحكومة الصينية في بكين .
وكانت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) التي تصدر باللغة الإنجليزية
قد أسست عام 1903، وتعتبر لسنوات طويلة أحد المصادر الرئيسيسة فى البلاد ، ولكن
مبيعاتها وارباحها تقلصت إلى حد بعيد في السنوات الأخيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق